15 October 2006

(*) !!!...ودفنتْ روحها المنهكة .. وبقايا جسدها العاري في الرمال




اقترب منها وقد تملكته رغبات حيوانية ..

لم تستطع الفرار .. فهو قادم إليها من كل اتجاه
تدفعه ثورة غرائزية ..
لم تكن يداها قادرتان على حماية العفاف ..
صرخت مستجدية بقايا الإنسانية في ذلك الكائن ..
لكن ذهبت صرخاتها أدراج الرياح ..

أطبقت عينيها بشدة ذات إحساس باغتيال الشرف والفضيلة ..

أدبر وتركها .. بعد أن طعن الطهر ..

اغتصبها.. نعم لقد اغتصبها ..

.. انهارت الدنيا أمام عينيها ..

بالكاد تحاول أن تجمع شتاتها ..

حملت أساها وسارت تسحب خطاها في طريق وعر مظلم ..

لاح لها خيال انسان ..

كان بشعاً مسناً رث الثياب ..
أرادت أن تستنجد به ليحميها وينتشلها من إحساسها القاتل ..
هو شاهد على ما حدث ..

يعلم علم اليقين أن ما كان ليس بإرادتها ..

فلقد أُخذ عفافها وطُعن شرفها عنوة ..

سألته أن يُنصفها ويقتص لها..

رفع ظهره المنحني .. ورمقها بازدراء قائلاً

"أنا لا أراكِ إلا باغية" ..

موصداً بذلك آخر منافذ النجاة والحياة أمامها

سألته بالله أن يخبرها مَنْ يكون؟؟

لكنها لم تكن بحاجة للانتظار طويلاً ..

فما أن قام متكئً على عصاه المهترئة من بقايا أفكارٍ جاهليةٍ باليةٍ

عرفت أنه المجتمع

خَفَتَ بريق الأمل في عينيها

توالت الصور أمامها وارتسمت على سماء الذاكرة ..

لتُفقد النقاء عذريته

سارت برفقة الأسى والألم ..

فقد أدانها الأهل .. ولفظها المجتمع ..

وأخذت تحفر الأرض قبراً ..

تدفن به جراحها وآلامها \آمالها التي اغتيلت

بعد أن تواري روحها المنهكة وبقايا جسدها العاري في الرمال..
كانت عفيفة.. لكنها ظُلمت \ كُلمت في مقتل ..




-----------


(*) من كتاباتي القديمة

1 comment:

Unknown said...

وفاء و ماأجمل مل يحمله أسمك من قيم ..الوفاء
حفظك الله ...
أستمتعت بكم المشاعر والأحاسيس المستفيضة في هذه القطعة و أتمني لك المزيد من التقدم

web counters