19 January 2007

!!هل لديك حصانة فكرية ؟؟

دائماً ما يحذرني والدي حين انقل له ما قرأته في مواقع ليبرالية متطرفة أو علمانية متطرفة تعلنها صريحةً حرباً على الدين .. أو حين يراني أشاهد برامج درج أنها برامج هدم أو برامج تتحدث عن ديانات سماوية أو مذاهب غير سويّة أو تناقش قضايا شاذة عن مجتمعنا .. وتحذيراته تنصب في اتجاه واحد وهو أن فعل ذلك يخلخل الركائز ويعطي مبادئنا الإسلامية شيئً من الماطاطية لا تلبث أن تتحول مع مرور الزمن إلى تراخي ثم إلى تنازل عنها ونبذها بشكل أو بآخر .. حتى وإن كنّا نرى أن ما يدعون إليه خاطيء ويخالف الفطرة .. إلا أن تلك الأفكار تنخر فكرنا من حيث لا نعلم .. ثم نجد أننا نؤمن بأفكارهم أو لا ننكرها على أقل تقدير ..ويتساوى هنا كل البشر على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم ..
حسناً ..
نعلم أن الانترنت والإتصالات الحديثة خلخلت الكثير من المباديء التي تربينا عليها ..فرسائل الجوال مثلاً أثرت على الحياء الإجتماعي والذي كان يميّز مجتمعنا الإسلامي .. فبلغ الأمر أن الرسائل ذات الطابع الجريء\البذيء أصبحت تُتبادل حتى بين الجنسين .. فهذا يُرسلها لأخته .. وتلك إلى خالها أو عمها تمهيداً لتبادلها مشافهة .. فيما كنّا في السابق نخجل من مجرد قراءتها ..
كما لا يخفى على الجميع كم من الحواجز كُسرت وتهاوت بين الجنسين مع وجود الشبكة العنكبوتية .. وقد تناول الكثيرين هذا الموضوع بشيء من التفصيل .. كما أن المرأة في السابق لا تتعامل ولا تتحاور إلا مع محارمها أو للضرورة .. بينما ظهرت لهذه العلاقة عدة أشكال إجتماعية جديدة كزميل العمل , صديق إلكتروني أو أستاذ علم ..
وأذكر ذلك هنا على سبيل المثال .. فهي أمثلة لتغييراجتماعي حاصل الآن والأمثلة كثيرة في هذا المجال .. لكن ما يميزها أنها مباديء تعارف المجتمع عليها لزمن ولكنهم لم ينكروا ما خالفها الآن .. إذن هذه المباديء وبالرغم من انتشارها باعتبارها عُرف عام - عقل جمعي - إلا أنه ليس لها حصانة ضد التغيير ..
إذن هل سيكون لفكرك كفرد حصانة تمكنك من قراءة ومشاهدة ما يحلو لك مع البقاء على مبادئك وعقيدتك ؟؟!
شخصياً تستهويني المواقع والكتابات ذات الطابع المتحرر .. فكثيراً ما أقرأ لها واتابع الكتّاب الصحفيين الذين يسيرون على هذا النهج .. وأحب الإطلاع على الديانات والمذاهب وطقوسها الدينية .. و"أزعم" أنه لم يتغيّر تفكيري تغييراً سلبياً .. لكن أحس أن شيئاً ما ينغص عليّ قراءاتي ومشاهداتي حين أتذكر نصائح والدي - الله يحفظه ويطوّل لنا بعمره - ربما كان ذلك الشيء إحساس بالذنب لمخالفة نصيحة الوالد أو ربما "شيء حاك في النفس" لكن لا ضير عندي لو أطّلع عليه الناس ..
أممممم لم يبقَ لدي سوى السؤال ..
هل سألت نفسك يوماً "هل لدي حصانة فكرية ؟؟ " ؟!
وكيف تجعل لنفسك حصانة فكرية ضد الغزو الفكري والإرهاب الفكري ؟؟

4 comments:

لطيف said...

نعم لدي حصانة فكرية
وإلا فلتمنع الثقافة العالمية
ونعيش جهلنا
التخويف من الإختراق الفكري
والتأثير العقائدي
هو القيد على الإنفتاح الإيجابي
في هذا العصر المفتوح
نعم لدي حصانة فكرية

بوست جميل
أيتها الجداوية
:)

Unknown said...

جميل جدا هذا الموضوع

والدك رعاه الله ينظر اليك بمنظار الابنة التي يرعاها و يخشى عليها من اي اعتلال فكري أو عقائدي ربما كان تحذيره لك مبرر من هذه الناحية

رجاحة عقل القارئ ومدى رسوخ المبادئ العقائدية لديه هي حصنه الوحيد من أي مبادئ وأفكار غير صالحة
وأرى أنه كلما زاد تعرض الانسان لأفكار مغايرة لمعتقده كان ذلك أفضل له فإن كان يؤمن بمبادئ صحيحة في الأساس
كان ذلك معينا له حتى يرى مواطن الخلل في الأفكار المغايرة. وأما ان كان يؤمن بمبادئ غير صالحة فتلك فرصة لإعمال عقله ليفكر و يصل للحقيقة

أرى أنه لا مجال لمقارنة الحصانة الفكرية بكيفية تعود الناس على الرسائل الغير لائقة وعدم استنكارهم لها تدريجيا ... فهذا الأخير سببه حدثنا عنه الرسول صلى الله عليه و سلم بأنه في آخر الزمان سوف يرفع الحياء... وهذا ما حصل عزيزتي

سعيدة بالتعرف على موقعك

barrak said...

حصانتي الفكريه تنتهي عندما اقرا او اتطلع لما هو جديد
وتبدا تلك الحصانه عندما انتهي من ذاك الشئ

Wafa said...

أعزائي شاكرة لكم تعليقاتكم
وسعيدة جداً بتواصلكم

دمتم بخير

wafa

web counters